شرح وتفسير .. ولمن خاف مقام ربه جنتان

 

            الفرق بين الفلك والسفينة في القران

يخلط كثيرا من العلماء بين معنى كلمتي الفلك والسفينة في القرآن بل ويظنون بأن كلمة الفلك  معناها هو السفينة 

ولذلك أنشأنا موقع لؤلؤة التفاسير لتبين لكم الفرق الصحيح بين كلمة الفلك وكلمة السفينة في كتاب الله كتاب القرآن  

معنى كلمة السفينة في القرآن هو الدين ... وأصحاب السفينة هم أصحاب الدين 

كلمة السفينة في القرآن المراد بها هو أداة النجاة وأداة النجاة في الأخرة من عذاب شديد هو الدين ولذلك فأصحاب السفينة هم أصحاب الدين ..... 

وكانت العرب لما تتفائل بالنجاة تقول على المريض ( السليم) تيمنا بسلامته وتقول على الصحراء المهلكة

( المفازة) تيمنا بالفوز بعبورها والنجاة من هلكتها وكانت تقول لمن ركب الإبل في سفره أنه قد ركب السفينة فكانت تسمي الإبل بسفينة الصحراء تيمنا لمن ركبها بالنجاة والعودة سالما غانما

ولذلك يقول ربنا عز وجل في سورة العنكبوت 

فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)

وأصحاب السفينة هم أصحاب الدين فنجى نبي الله نوح عليه السلام ونجي أيضا الذين أمنوا معه وهم أصحاب الدين

( فأطلق عليهم القرآن أصحاب السفينة ) 

ولذلك في أية أخري يبين لنا القرآن أنه لما وقع الطوفان في زمان نوح عليه السلام وركب السامري وهو من الذين كفروا مع نوح عليه السلام ممن ركب لم يذكر القرآن كلمة السفينة ولكن قال الفلك وذلك لأن السامري ليس من أصحاب السفينة فأصحاب السفينة هم أصحاب الدين فقال القرآن في ذلك وفي سورة الشعراء 

 فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119)

في سورة الكهف ينبئنا ربنا أنه في أخر الزمان سيخرج ملك يأخذ كل سفينة غصبا وهذا الملك صفته أن له عين حمئة ومعنى يأخذ كل سفينة غصبا أي يأخذ منك دينك غصبا فقال في سورة الكهف 

وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79)

                   

في سورة الكهف يخبرنا ربنا أن المساكين من أمة محمد صل الله عليه وسلم سوف يخرج عليهم علماء لا يعلمون شيئا يخربون عليهم دينهم (  حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ) فيضلونهم بغير علم ( قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا ) فوصفهم القرآن بأنهم مساكين يعملون في البحر 

كلمة السفينة في القرآن معناها هو الدين وأصحاب السفينة في القرآن هم أصحاب الدين

السفينة لا تصنع ولا تباع ولا تشتري ولكن الفلك هو الذي يصنع وهو الذي يباع ويشتري 

ولذلك قال ربنا في سورة هود عليه السلام

( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) فأمر الله نوح عليه السلام أن يصنع الفلك ذلك لأن الفلك هو الذي يصنع ويباع ويشتري ولما حانت ساعة النجاة أمره أن يركب في السفينة لأن السفينة هي أداة النجاة

معني كلمة الفلك في القرآن هو ما يركبه الناس في البحر 

بدأ نوح عليه السلام بصناعة الفلك بوحي من ربه ( وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ) وبعد صناعة الفلك أمره الله أن يسلك فيها أي في الفلك المشحون من كل نوع من الحيوانات زوجين إثنين .. وهنا جائت كلمة الفلك ولم تأت كلمة السفينة

( فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ )

يونس عليه السلام لما أبق .. أبق إلى الفلك المشحون فوقع في الماء والتقمه الحوت .. جائت في هذه الآية كلمة الفلك ولم تذكر كلمة السفينة ذلك لأن فيها عقاب وليس فيها نجاة 

إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)